فلنعقد اتفاقاً.. فلنعشق الجنون..!

رغم أن دمعي غزير..
وآهي تجود بأعلى زفير..
وقلبي يبكي بلا تبرير..
لكنني..
حين رأيت بوادر حزنٍ تلوح في قلمك..
خبأت كل ملامح الأسى تحت الوسادة..
أتيتك..
أتلمس ارتجاف بسمتك..
وآثار ما تبقى من دمعتك..
لا أحب حزن عينيك..
لا أحب الدمع حين يلوح لديك..
إذ أدري..
أن دمعك صعب..
كما أن اغترابك صعب..
كما أن البكاء في حضرتك صعب..

لذا.. فلنعقد اتفاقاً..
فلنبتسم معاً..
فلننس الدمع في حضرة جنوننا
وشعرنا..
وفي حضرة الليل..
وشروقٍ من فجرٍ جميل..
في حضرة شمس السماء..
وحين يطالعنا غروبٌ أصيل..
وفي بقايا مفردات العشق..
وحين نخلد إلى النوم..
وننتظر أمامنا..
أملاً جديداً
فيه أحلى ما كان في ماضينا..
وانتظاراً
لعمرٍ بديل..

فلنعقد اتفاقاً..
فلنعشق الجنون..!
فلتناسَ كل ذي الدنيا..
وننسى من نكون..
فلنعش أحلى الكَلِم..
أحلى شعرٍ قد نُظِم..
ولنغرس البسمات في دنيا الشجون..

فلنعقد اتفاقاً..
فلنتظاهر أننا طفلين..!
نعم..!
فلنلعب في الدنيا غافلين..
ولنقطف كل أوراق المدى
ولنشاغب كل "الراشدين"..
وكل المارقين..
ولنعش أجمل اللحظات..
ولا بأس علينا من شيءٍ
فنحن لا نفقه إلا المرح..!

وإن دمعت عينُ أحدنا..
فلنتذكر ثانيةً علامَ تعاهدنا..
ولنتذكر أمواج شعرٍ..
راحت بين مدٍّ وجزرٍ بيننا..
وليمسح كلنا دمعهُ..
ولنتذكر..
أن اتفاقنا يسري عمراً..
إلى أبد الآبدين..

فلتبتسم ثانيةً..
ولأبتسم أنا..
فما الجمال إلا في رضا أنفسنا..
وفي انشراحٍ..
نحيا به عمراً راضين..
لذا..
دعني الآن أتأمل ضحكتك..
ففيها وجدتُ كل نقاءٍ..
وكل صفاءٍ
وكل حنين..
نعم..
ها هي..!
فشكراً لشفاك إذ أنها
منحتني هدية عمرٍ
أحيا بها يومي باسمةً..
وأعيش على وقع نبضها
كل أفراح السنين..