لحن الحياه [ كبيره المشرفات ~ مشرفه الدردشه ~✿]
| موضوع: الــــى شاعـــــري : الأربعاء أغسطس 10, 2011 8:47 pm | |
| محمود درويش : نقرأ ما نظن أنها هواجس الصفحة الأخيرة من كتاب حياتك. تأمل الطائر قبل أن يخفق بجناحيه ويحلق عالياً ، عالياً ، للمرة الأخيرة. كتابة الأنامل التي لامست أوراقها وحبرها .. ثم تركتنا وتركت تلك الأوراق لمصيرها … ولحيرة وأشواق آخرين لن يعلم أبداً مداها ولا حدة إشتعالها. من رتب تلك القصائد ، ومن عنونها ، ومن ضمنها ذلك الكتاب بالتسلسل الذي وردت به ، وهل كان من حقنا أن نقرأها علناً هكذا في كتاب معنون وموقع بإسمك بعد موتك ، هل كان ذلك ليرضيك في حياتك ؟ لن نعرف أبدا ًلأنك لم تعد معنا هنا لتجيب على ذلك ، ولتشهد معركة إشتعلت بين أحباءك حول كتاب لك لم تشرف أبداً على ترتيبه ، ومراجعته ، ونشره. لكن شيء من شوقنا لك يحب أن يقرأ ما قد نتوهم أنه كتابك الأخير .. الأخير قبل أن نعود لقراءتك مجدداً ، ومجدداً لنكون معك. ثلاثة عناوين لثلاثة أجزاء ، أو فصول ، من ديوانك : 1 – لاعب النرد 2 – لا أريد لهذه القصيدة أن تنتهي 3 – ليس هذا الورق الذابل إلا كلمات. وتحت كل عنوان منها تتوافد القصائد واحدة تلو الأخرى. - ههنا ، الآن ، وهنا والآن : قصيدة المفتتح لديوانك. العنوان المرتبط بزمن أبدي فالآن هو زمن لا ماضي له ولا غد ، لا موت فيه ولا حياة. تقول : " نحن من نحن ، ولا نسأل من نحن ، فما زلنا هنا نرتق ثوب الأبدية ". مهنة الشعراء على إختلاف الزمن ، وحلم الإنسان منذ الأزل. والأبدية مفتاح الحلول النهائية حيث تخف شؤون الحياة التي لم نعرف أبداً كيف نرتبها أو نحل إشكاليتها في الحياة العابرة والدنيوية ، والمؤقتة ، والمفخخة بمعضلاتها. " لا يكترث التاريخ بالأشجار والموتى". هو يعبر فالماضي لا يبكيه أحد ، بل يقرأه ليعرف ما يظن أنه قد حدث أو ليؤصل لما يريد له أن يكون اليوم بإسم الحق ، والمقدس ، والتاريخي. الأبدية تحرر من سطوة التاريخ ، وما بعده. العينان : " هما هما في الضوء تلتفتان للاشيء حولهما فينهض ثم يركض لاهثاً". وكم هي تفاصيل ذلك اللاشيء في الحياة المؤقتة. " لا أنسى ولا أتذكر الماضي ، لأني الآن أولد ، هكذا من كل شيء … ". كم أنت حر في موتك ، أو خلودك ، أو أبديتك. تحررك من الجسد وعلائقه وبالزنبق إمتلأ الهواء. إلى هذه الدرجة كان توقك ، لخلاصك من صليب الأرض وما فيها ومن فيها. حادثة الحياة تلك التي عزفت لعذاباتها ، حتى الممات. - " بالزنبق إمتلأ الهواء كأن موسيقى ستصدح ! " يا لفرحك يا درويش بالخلاص ، أخيراً هنالك حل ، أخيراً ستعيش سماءك ، وهواءك، وأريجك. يا لهذا الشوق الذي لا سقف له. (كبرنا. كم كبرنا ، والطريق إلى السماء طويلة. ) هكذا كنت أفكر أيضاً ، في الآونة الأخيرة. مع إزدياد العمر ، والخيبات ، ومرور اللحظات جميلها ومحزنها ، ومع فقد من نحب بالموت ، أو غيره ، ومع وهن الجسد وتواثب الروح والإحساس بأن كل شيء سيمر بما فيها الحياة كاملة وأي معنى للصراع ، والتفكير ، والكينونة في هذا الوجود. تأملات بعضها يودع الحياة ، وبعضها يشرب نخبها ويشكرها على ما قد مر وما قد يمر. ونسأل من نحن ، وأي تاريخ جعلنا نفكر في أن هذا " النحن " ، نحن. (لا شيء يرشدني إلى نفسي سوى حدسي) (ضيفاً على نفسي أحل). وهل الحياة والحي إلا لعبة نرد ولاعب نرد تأتيه الحياة التي يدعوها أرضه وذلك الذي يدعوه دينه. (ولست سوى رمية النرد ما بين مفترس وفريسة) (ومشى الخوف بي ومشيت به) ( أدرب قلبي على الحب كي يتسع الورد والشوك… صوفية مفرداتي). ما من شك أن محمود درويش عاش صوفيته والتي هي لب قلب الشاعر … وتدرجه في الوصول لمعناه الأخير. يكتب درويش سره .. عندما يكتب حياته .. وهواجسه .. ويصف لنفسه من كان ومن يكون. إنه يعيد قراءة التاريخ ويحدد دوراً كبيراً للمصادفة في كل شيء وخصوصاً للمقدس ، والأثري ، وإنتصار كل قوم لمن يظنوا أنه هم. متعب محمود درويش في لحظاته الأخيرة وفي وهج بصيرته التي تسرد وعلى المتلقي أن يسمو كثيراً كي يلحق بالمعنى النهائي لإدراك درويش ورؤيته للحياة ، والموت، والشعر ، والأبد ، والحب … خصوصاً الحب. وحتى العداوة يعيد صياغتها بتعب أخير حيث يقول : (ههنا قاتل وقتيل ينامان في حفرة واحدة …. وعلى شاعر آخر أن يتابع هذا السيناريو إلى آخره !) وكل هذا ليس هذياناً ، بل حكمة الإنسانية حين تجرد ذاتها من تعصب إنتماءاتها وتنظر للكارثة ، أية كارثة ، من زاويتين للنظر. في الجزء الثاني قصيدة واحدة طويلة تتصل بعنوان : لا أريد لهذي القصيدة أن تنتهي. يرصد درويش إقتراب الموت منه ، ويحاور ذلك. (إني خلقت على صورة الله ثم مسخت إلى كائن لغوي). يذكر القيامة ، والتناسخ ، وطفولته. يروي المكان والبحر والبشر. يروي أنثاه التي وجدت ولم توجد. يروي السماء والهواء والعصافير. يروي الغيم والشعر والطريق. (إن الحياة هي إسم كبير لنصر صغير على موتنا). ليس هذا الورق الذابل إلا كلمات هو عنوان الجزء الثالث من الكتاب. كتاب ذلك الذي ودعنا وأودعنا روحه ورؤاه. عن الشعر يقول يأتي ويذهب. ( ما الشيء هذا الذي يأتي ولا يصل إلا غياباً ، فأخشى أن أضيعه). وعن الليل يكتب ، وعن الحلم (مضى القرين إلى مجهوله وأنا هو المسافر من أمسي إلى غده). وعن الخوف يكتب (للخوف أسماء عديدة من بينها ألا نخاف وأن نرى الصياد في ريش الطريدة) ولعل أجمل قصائد الديوان في هذا الجزء قصيدته (إذا كان لابد) فهي تحمل حكمته ووصاياه الجمالية والحياتية وتختزل معنى الحياة لدى محمود درويش. - ( وإن كان لابد مني .. فإني على أهبة المرتضى والرضا. جاهز للسلام مع النفس. لي مطلب واحد : أن يكون اليمام هو المتحدث بإسمي ، إذا سقط الإسم مني !) جالست محمود درويش عبر نصوصه ، طويلاً ، دون قصد. وجدتني أكتبه وأكاتبه عبر مراحل العمر المختلفة. أفتقده وأتعلمه. أشهده وأراقبه. وليس كمثله شيء ذلك الدرس الأخير من الشاعر – المعلم دون قصد. (أنا الغريبة أينما أتجهت خطاي ، وأنت منفاي الأخير). لم أرد يوماً أن أقترب منه كشخص رغم إنني إلتقيته عبوراً مراراً ، ومراراً ، عبر السنين. لم أعتن حتى بأن يقرأ ما قد كتبته عنه طوال ذلك الزمن. كان نصه رسالته إلى وإلى الشعر وإلى الحياة وكانت قراءتي له رسالة للمطلق ، والمطلق ، فقط. ( حمامة حطت على كتفي وعودها الهديل على الحنين إلي). وقصائد حب درويش ، قصائد فراق. (لا غريب ولا غريبة في الرحيل) ، ( ورغبت فيك ، رغبت عنك ) قدر الشاعر وحدته .. فلا قصيدة مكتوبة ترتضي بوجود قصيدة حية تنافسها في قلب الشاعر وكيانه. البروة مكانه الأول يأتي طليلة البروة. بقايا غياب. وقوع السماء على الحجر. (أقول: تعرفني وأعرفها ، لكن الرسالة لم تصل) لا في الحياة ، ولا في التراب بعد موته. ويكتب عن وإلى أحبته ولطالما فعل ذلك في قصائده القديمة كالتي كتبها لإدوارد سعيد. هذه المرة موعد مع إميل حبيبي. وأتذكرهما معاً في لندن في الثمانينات عندما أقيم أول ملتقى فني وأدبي فلسطيني هناك وجمعهما مع سميح القاسم وغيره من أدباء وفنانين فلسطين الداخل والخارج. (قلت له قبل موعدنا : عم تبحث ؟ قال : عن الفرق بين "هنا" و"هناك"). وفي بيت نزار قباني يتجول درويش ، فقباني كان أحب الشعراء إليه في بداياته وقد تسللت من مفردات نزار معاني ولجت إلى قصائد درويش الأولى والزهر والحب والتمرد كان أولها. (بيت من الشعر – بيت الدمشقي) (تحط النساء على قلبه خدماً للمعاني ، ويذهبن في كلمات الأغاني). يتغزل درويش بدمشق كما لم يتغزل في أعز محبوباته من النساء فلدمشق وقعها على روح وذائقة محمود دوريش. ويكتب درويش في رام الله ويهدي قصيدته إلى سليمان النجاب. ( لا أمس لي فيها سواك). ومن بين القصائد يستعير درويش عنوان ريلكه (إلى شاعر شاب) ليبث له رسالته – وصيته حول الكتابة والشعر. وأجمل ما فيها تحريره من الإرث فيقول : ( لا تصدق خلاصاتنا ، وإنسها وأبتدئ من كلامك أنت. كأنك أول من يكتب الشعر ، أو آخر الشعراء). ويا لرمزية ذلك. تحرر من الإرث. كل الإرث. تحرر من المقولات والنموذج والتاريخ وسطوة النص والآخر. كأنه تحرر من الحياة وشراكها وخصوصاً الحياة العربية بواقعها وتراثها. ولعلها أهم نصيحة يقولها شاعر لأي كائن حي. أكتب حياتك أنت .. وحلمك أنت .. ونصك أنت ولا تعبأ بكل ذلك الذي سيثقلونك به ويرغمونك عليه. (المثال عسير المنال ، فكن أنت وغيرك خلف حدود الصدى). - ( فما ليس يشبهني أجمل.) - ( لا نصيحة في الحب. لكنها التجربة لا نصيحة في الشعر. لكنها الموهبة).
نسيت يا محمود درويش أن أقول لك في حياتك :
كم أنني أحبك ، وبالرغم من ذلك ، أظن أن الوقت لم يتأخر وأنك ستسمعني ها هناك وتضحك فقد كنت تعرف. حتماً كنت تعرف. قبلة لجبين شعرك الحي ، أبداً. | |
|
AHMED [ نائب المدير ~✿ ]
| موضوع: رد: الــــى شاعـــــري : الخميس أغسطس 11, 2011 1:36 pm | |
| موضوع حلو عن شاعرنا محمود درويش شكراا لاهتمامك بشعرائنا خيتو لحن تحياتي | |
|
لحن الحياه [ كبيره المشرفات ~ مشرفه الدردشه ~✿]
| موضوع: رد: الــــى شاعـــــري : الخميس أغسطس 11, 2011 1:51 pm | |
| ولوو هادا واجبي بعدين محمود مش اي شاعر يعني ازاالاجانب بيكرموا وبيعملولوا احتفالات هادا اقل اشي احنا بنقدر نعمله
نوورت
| |
|